نوري جعفر مع جون ديوي
بعد حصوله على البكلوريوس بتفوق ذهب الى القاهرة للدراسة في (معهد التربية العالي ) منتصف الاربعينيات من القرن السابق، وبعدها تمكن من الحصول على بعثة دراسية الى امريكا 1945م ليحصل من هناك على شهادتي الماجستير و الدكتوراه ب(خمس) سنوات، وكانت دراسته في التربية وعلم النفس.
يروي نوري جعفر ذكرياته عن علاقته بالفيلسوف الامريكي جون ديوي منظر الفلسفة البراغماتية:
“قد حصل لي شرف التعرف شخصياً على جون ديوي اثناء دراستي العليا في تخصصي التربية وعلم النفس في الولايات المتحدة بين عامي 1945-1949.
وقد زرته مرتين في داره في مدينة نيويورك وأخرى في مصيفه في أحدى قرى ولاية بنسلفانيا حيث أقمت معه زهاء شهر أستطعت أثناءه أن أتباحث معه في أسس فلسفته ومواقف أنتقدتُهُ فيها. وقد هيأت لي دراستي في الولايات المتحدة فرصة قراءة جميع مؤلفاته تقريباً وأقتناء أكثرها وجلبه معي الى العراق. وقد ساهمت في الأحتفالات الكثيرة التي أقامتها الجامعات الأمريكية عام 1949 بمناسبة بلوغه عامه التسعين. وكنت منذ رجوعي الى العراق في أواخر العام الآنف الذكر حتى وفاته قبيل زهاء عامين على اتصال وثيق به عن طريق المراسلات, ولديَّ الآن مجموعة كبيرة من رسائله بخط يده, كما ان لديَّ بعض الصور الفوتوغرافية التي أخذناها معاً اثناء اقامتي عنده في مصيفه في احدى قرى ولاية بنسلفانيا.
ومما تجدر الأشارة اليه في هذا الصدد أن ‘جمعية جون ديوي‘ التي تشكلت قبل أربع عشرة سنة, والتي تضم طائفة من تلامذة جون ديوي وزملائه, تصدر في كل عام كتاباً سنوياً يبحث في مشكلات التربية في المجتمع الأمريكي في ذلك العام في ضوء فلسفة جون ديوي
لم يكن جون ديوي مشرفا على رسالتي بل كان متقاعدا حين تعرفت عليه ولكنني ارتبطت معه شخصيا امكث عنده في البيت وآخذ المعلومات منه واتناقش معه فيشجعني. كنت اقرا كتبه واحفظها جملا وكأنها من بنات افكاري.
كنت وقتها من الطلبة البارزين المبتعثين للولايات المتحدة الامريكية, ،اذ كان يصلني رسالة شكر كل ثلاثة اشهر. الدرجات كانت تصل الى السفارة، وهذا الشكر بتوقيع السفير انذاك “علي جودت الايوبي”.